کد مطلب:240983 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124
العلم أجمع لأهله من الآباء
قال الصدوق حدثنا الحاكم أبوعلی الحسین بن أحمد البیهقی قال حدثنا محمد بن یحیی الصولی قال حدثنا أبوذكوان قال حدثنا إبراهیم بن العباس قال سمعت علی بن موسی الرضا علیه السلام یقول: «مودة عشرین سنة قرابة، و العلم أجمع لأهله من الآباء». [1] .
تكلمنا عن ال«مودة عشرین سنة قرابة». [2] قوله علیه السلام: و «العلم أجمع لأهله من الآباء» من الحكم الرفیعة الصادقة إذ علقة العلم بین العلماء أقوی من علقة الأبوة بین الأبناء لأن الأولی لاتخص بجهة سوی الحقیقة الثابتة إطلاقا فی الدنیا و الآخرة بل العوالم كلها بخلاف العلقة الأبویة التی تخص البنوة المحددة؛ و لأن علقة العلم معنویة روحیة و الأبوة مادیة جسمیة و لایقال أحدهما بالآخر؛ و لأن الله عزوجل قال فی الثانیة: «یوم یفر المرء من أخیه - و أمه و أبیه - و صاحبته و بنیه». [3] .
و فی الأولی قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «و العلماء باقون ما بقی الدهر، أعیانهم مفقودة و أمثالهم فی القلوب موجودة». [4] و إن قاله بالقیاس إلی خزان الأموال إلا أن الكلام ثابت اطلاقا لأن علقة العلم قلبیة أینما كان قلب كانت فیه و الأبوة لاتدخل القلب إلا بندرة تناسبها و لأن العلم لاتتخلف أجمعیته أبدا فی البدایة و النهایة لأهله و أین هذا من الأبوة و البنوة حیث أنهما قد تتخلفان بأن یكون إنسان من دون أب كآدم و حواء و عیسی بن مریم.
و كلام الرضا علیه السلام مقارنة بین أجمعیة العلم لأهله و بین الآباء للأبناء أو الآباء من أهل العلم إذ ربما كان العالم أبا و لكن الظاهر هو المقارنة الأولی أی العلم بالقیاس إلی أهله و أنه أجمع من الآباء إلی الأبناء فالعلم یجتمع علیه الكل مهما كان نوعه و الأب لایرتبط به الكل بل یمت إلیه بصلة الولادة دون الأجانب.
[ صفحه 338]
و العلم هو الجوهر المفرد الذی بمفرده یجمع الكل علی مائدته الجامعة لألوان الأطعمة و الأشربه و أنواع الفواكه.
و مجمل القول إنه قوت الأرواح و قوة الأجساد، و یوصف الله عزوجل بالعالم و لا یوصف بالأب و من ثم قد كفر القائل بالأب و الابن و روح القدس الأقانیم الثلاثة كما فی الآیة. [5] .
[ صفحه 339]
تكلمنا عن ال«مودة عشرین سنة قرابة». [2] قوله علیه السلام: و «العلم أجمع لأهله من الآباء» من الحكم الرفیعة الصادقة إذ علقة العلم بین العلماء أقوی من علقة الأبوة بین الأبناء لأن الأولی لاتخص بجهة سوی الحقیقة الثابتة إطلاقا فی الدنیا و الآخرة بل العوالم كلها بخلاف العلقة الأبویة التی تخص البنوة المحددة؛ و لأن علقة العلم معنویة روحیة و الأبوة مادیة جسمیة و لایقال أحدهما بالآخر؛ و لأن الله عزوجل قال فی الثانیة: «یوم یفر المرء من أخیه - و أمه و أبیه - و صاحبته و بنیه». [3] .
و فی الأولی قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «و العلماء باقون ما بقی الدهر، أعیانهم مفقودة و أمثالهم فی القلوب موجودة». [4] و إن قاله بالقیاس إلی خزان الأموال إلا أن الكلام ثابت اطلاقا لأن علقة العلم قلبیة أینما كان قلب كانت فیه و الأبوة لاتدخل القلب إلا بندرة تناسبها و لأن العلم لاتتخلف أجمعیته أبدا فی البدایة و النهایة لأهله و أین هذا من الأبوة و البنوة حیث أنهما قد تتخلفان بأن یكون إنسان من دون أب كآدم و حواء و عیسی بن مریم.
و كلام الرضا علیه السلام مقارنة بین أجمعیة العلم لأهله و بین الآباء للأبناء أو الآباء من أهل العلم إذ ربما كان العالم أبا و لكن الظاهر هو المقارنة الأولی أی العلم بالقیاس إلی أهله و أنه أجمع من الآباء إلی الأبناء فالعلم یجتمع علیه الكل مهما كان نوعه و الأب لایرتبط به الكل بل یمت إلیه بصلة الولادة دون الأجانب.
[ صفحه 338]
و العلم هو الجوهر المفرد الذی بمفرده یجمع الكل علی مائدته الجامعة لألوان الأطعمة و الأشربه و أنواع الفواكه.
و مجمل القول إنه قوت الأرواح و قوة الأجساد، و یوصف الله عزوجل بالعالم و لا یوصف بالأب و من ثم قد كفر القائل بالأب و الابن و روح القدس الأقانیم الثلاثة كما فی الآیة. [5] .
[ صفحه 339]
[1] عيون أخبار الرضا 129:2.
[2] حرف الميم مع الواو.
[3] عبس: 36 - 34.
[4] النهج 343:18، الحكمة 143.
[5] و هي قوله تعالي: «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة» المائدة: 73. و هو قول النصاري بالتثليث الأقانيم الثلاثة جمع الأقنوم: لفظ سرياني يستعمله النصاري و معناه بالعربية: الأصل قاله الطريحي في مجمع البحرين في (قنم). و قال في (ثلث): قالوا الأقانيم ثلاثة، فعبروا عن الذات مع الوجود بأقنوم الأب، و عن الذات مع العلم بأقنوم الابن، و عن الذات مع الحياة بأقنوم روح القدس فرد الله عليهم ذلك... مجمع البحرين في (ثلث).